بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن
الرحيم
ما
حكم من تحكى لصديقتها عن علاقتها
الخاصة بزوجها؟
لجنة تحرير
الفتوى بموقع اسلام اون لين
بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بحياتهما الجنسية وما يجري بينهما
من أمور المعاشرة الزوجية ، لأي مخلوق كان إلا في حالات الضرورة القصوى ، و إفشاء
العلاقة الجنسية التي تكون من الزوجين من شر الأمور ، لأن هذا يفضي لأخطار عظيمة من
شأنها تقويض بنيان هذه الأسرة ، وقد حذر من هذا الصنيع الرسول صلى الله عليه وسلم ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ).
وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود ،
فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟! )
فأرّم القوم – أي : سكتوا ولم يجيبوا - ، فقلت : إي والله يا رسول الله ! إنهن
ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : ( فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في
طريق فغشيها والناس ينظرون )
فشأن من يحكي هذه الأسرار للناس كمن يجامع زوجته في عرض الطريق و الناس ينظرون إلى
كل ما يجري بينهما ، وفي هذا تنفير لهذه الصورة و تبشيع لها .
قال الإمام المناوي : فهذا مثل في القبح والتحريم. والقصد بالحديث التحذير من ذلك ،
وبيان أنه من أمهات المحرمات الدالة على الدناءة وسفاسف الأخلاق. والمتعين على
الزوجين عدم الحديث عن هذه الأمور .
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق :
من الأسرار التي لها حرمتها ما يحصل بين الزّوج وزوجته في الخلوة الخاصة، وقد أخرج
أحمد بن حنبل عن أسماء بن يزيد بن السَّكن أنها كانت عند الرسول والرجال والنساء
قُعود عنده ، فقال:" لعل رجلاً يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تُخبر بما فعلت مع
زوجها" فأرمّ القوم ، أي : سكتوا، فقالت : يا رسول الله، إي والله إنهم ليفعلون،
وإنهنّ ليفعلن ، فقال ما معناه: " فلا تفعلوا، فإنّما مثل ذلك مثل شيطان لقِيَ
شيطانة فكان منهما ما كان والناس ينظرون".
وروى مسلم قوله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ:" إنّ من أشر الناس عند الله منزلة يوم
القيامة الرجل يُفضى إلى المرأة وتفضى إليه، ثم ينشر أحدهما سرَّ صاحبه".
هذا في السر الخاص، أما الأسرار الأخرى للبيوت فلا ينبغي إفشاؤها لغير من تُهِمُّهم
مصلحة الأسرة من الأقارب، بل إن البيوت الكريمة تحاول أن تخفيَ أسرارها حتى عن أقرب
الناس إليها؛ لأن السرَّ إذا خرج أوغر الصدر، إلى جانب ما يترتب عليه من آثار ضارة،
أقلها الشّماتة عند معرفة العيوب التي يشكو منها أحد الزوجين.
وكثير من الناس يتصيّدون أخبار البيوت للإفساد، وللنِّساء في مجالسهنّ الخاصّة
أحاديث متشعّبة وخبر أم زرع بشأن النِّسوة اللاتي تحدّثن عن أزواجهن معروف.
على أنه لا بأس بإفشاء بعض الأسرار عند الحاجة بقصد الإصلاح، كما شكت هند إلى
النبيِّ تقتير زوجِها أبي سفيان، وذلك عند التقاضي .
أما الحديث لمَن لا يُرجى عنده إصلاح فممنوع، ففي حديث مسلم:" ومَن سَتَر مسلمًا
سَتره الله في الدنيا والآخرة" ومن كتم شرّه كان الخيار بيده.
والله أعلم .
|